الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث مرّة أخرى تتجدّد المأساة: تحرير فتاة محتجزة منذ 7 سنوات بالقيروان، واعترافات صادمة على الخط

نشر في  05 جويلية 2017  (14:13)

كشفت الصريح في عددها الصادر اليوم الاربعاء 05 جويلية 2017 انه وبناء على توفر معلومات لدى وحدات الحرس التابعة لمنطقة الحرس الوطني بسيدي عمر بوحجلة من ولاية القيروان مفادها وجود فتاة من الجهة محتجزة داخل غرفة بمنزل والديها وهي تعاني من مرض نفسي، ثمّ إيلاء الموضوع الأهمية اللازمة في ظل تفاقم هذه الظاهرة الخطيرة خاصة بعد تمكن وحدات الحرس الوطني من الكشف مؤخرا عن حالتين مماثلتين بمعتمدية منزل بورقيبة من ولاية بنزرت ومعتمدية العلا بولاية القيروان.

هذا وبعد مراجعة النيابة العمومية تحولت وحدات من مختلف الاختصاصات تابعة للحرس الوطني على عين المكان.

مداهمة المنزل ومعطيات صادمة

بعد مداهمة المنزل تمّ تفتيشه تفتيشا دقيقا حيث تم العثور على فتاة تبلغ من العمر 28 سنة داخل غرفة معزولة عرضها متر ونصف المتر وطولها 4 أمتار لا تتوفربها الشروط الصحية ومغلقة من الخارج وبجانب الفتاة فضلات بشرية. وفي الحين تولت الوحدات المذكورة التنسيق مع السلط المحلية وتم تسخير سيارة اسعاف تولت نقل الفتاة الى المستشفى الجهوي ابن الجزار بالقيروان.
اعترافات والد الفتاة

هذا وقد تم جلب والد الفتاة الى مركز الحرس الوطني ببوحجلة وبالتحري معه حول الأسباب التي دفعته للقيام باحتجاز ابنته تبين أن الأب يبلغ من العمر 62 سنة وقد علل عملية احتجاز ابنته باصابتها بمرض نفساني حيث تتعمد الخروج من المنزل والتعري أمام العموم في الشارع وهو ما اجبره على احتجازها طيلة 7 سنوات.

وقد تمت معاينة حالة الفتاة التي كانت في ظروف نفسية صعبة جدا حيث كانت تصرخ خائفة من والدها عند مشاهدتها له وقد تبين أنها كانت تتعرض للضرب في بعض الأحيان من خلال العلامات الظاهرة على مستوى جسدها. وبمراجعة النيابة العمومية اذنت لأعوان مركز الحرس الوطني ببوحجلة بمباشرة قضية عدلية في شأن الوالد موضوعها حجز شخص دون سند قانوني وإحالته على النيابة العمومية بعض استكمال التحريات.

موضوع الفتاة المحتجزة ببوحجلة والتي تم العثور عليها مؤخرا دفعنا الى العودة الى قضية فتاة الاسطبل التي تم العثور عليها عارية من قبل والتي تجاوزت عقدها الثالث وهي الحادثة التي اثارت ضجة كبيرة بعد أن تبين ان الفتاة المذكورة كانت تعيش في اسطبل بالشراردة من ولاية القيروان

وقد تبين حسب التحريات مع والدها وهو رئيس قسم بمستشفى شارل نيكول أنها كانت تعيش مع جدتها المسنة وبعد أن تركها هناك وتحول الى العاصمة بسبب زواجه بعد الطلاق من ام الفتاة لكن الجدة هرمت ولم تعد قادرة على السيطرة على الفتاة التي كانت تستعمل في بعض الأحيان طرقا عنيفة للتخلص من رقابة جدتها اذ أنها تلجأ احيانا الى العنف الشديد حسب التحريات المجراة من قبل وحدات الحرس الوطني مع والد الفتاة.

وقد اعترف الوالد وهو رئيس قسم بمستشفى شارل نيكول أن ابنته التي تعيش وضعا نفسيا صعبا كانت تقتات وتعيش على فضلات الدواب في الاسطبل. هذا وحسب مصادرنا الخاصة في الحرس الوطني فإنّ الفتاة تخضع حاليا للعلاج ولعناية خاصة بمركز خاص كما أنّها بدت تدريجيا تتعود على الطعام العادي بعد أن كانت في البداية ترفضه.

هذا وأفادت مصادر الصريح أن الفتاة والى جانب كونها تعاني من اضطراب نفسي فهي خرساء (لا تتكلم) وتعاني من إعاقة عضوية وهو ما جعل حالتها تكون صعبة وما يفسر كذلك تضامن الجميع معها بعد اكتشاف الحالة التي عاشتها لسنوت طويلة بعد تجاهل الأبوين لها مع أن والدها تمّ الاستماع اليه وابقاؤه بحالة سراح حسب ذات المصادر بالحرس الوطني.